المدونة التي استخدمَت الوسائط المتعددة لتصوير محنة الأطفال المغاربة تفوز بمرتبة الشرف الأولى

بقلم/ دانيال لينكس برنارد

كرّم المركز الدولي للصحفيين خمسة من الصحفيين والمواطنين الصحفيين من جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمنحهم مرتبة شرف ودعم مالي على تميزهم في استخدام التكنولوجيا الإلكترونية لتغطية القضايا العامة الملحة لحقوق الطفل، والتحرش الجنسي، والتلوث، والألغام الأرضية.

تلقى جميع الصحفيين التدريب والتوجيه من قبل المركز الدولي للصحفيين في عام ٬2012 كدعم لمشاريعهم من خلال برنامج "بناء بوابة إلكترونية من أجل حياة أفضل"، وهو من تمويل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID/OMEP. كما سيحصل كل من الفائزين الخمسة على تمويل مالي بمقدار3500 دولار آمريكي لمساعدتهم في تطوير مشاريعهم وتسخيرها للمصلحة العامة.

عيدة بويا-تصوير فرانك فولويل

وفازت عيدة بويا، وهي مدونة من المغرب، بالمركز الأول عن مشروعها "أمهات عازبات وأطفال بلا هوية". حيث تم نشر المشروع على مدونة بويا٬ التي استخدمت فيها مقاطع صوتية وصوراً فوتوغرافية ومقاطع فيديو من آجل إظهار الجانب الإنساني للمغاربة الذين يحرمون من آي وضع قانوني لآن آباءهم لم يكونوا متزوجين.

"الأطفال هم الذين يبنون المستقبل"، قالت بويا عن الدافع الذي حملها على متابعة عملها على الموضوع. "عندما نرى آطفالاً أبرياء يعانون ويًحرَمون من حقوقهم، دون آن يكون لديهم مستقبل حقيقي بانتظارهم٬ أعتقد أنه من واجب وسائل الإعلام تسليط الضوء على هذه الفئات المهمشة التي تعاني في صمت."

وقالت بويا إن البرنامج التدريبي المنظم من قبل المركز الدولي للصحفيين قد زودها بآساليب التغطية الصحفية الاستقصائية، واستخدام القصص المصورة لتنظيم السرد القصصي من خلال الوسائط المتعددة. وقد شكرت بويا موجهي ومدربي المركز الدولي للصحفيين٬ بما في ذلك شيري ريتشياردي وفرانك فولويل على توجيههم لها في الكتابة وتحرير الصور.

وبما آن بويا هي الفائزة الآولى، فستتم دعوتها إلى الولايات المتحدة في رحلة دراسية لمدة أسبوعين٬ مصممة وفقاً لاهتماماتها الشخصية٬ بما في ذلك الزيارات إلى وسائل الإعلام، والمنظمات غير الربحية والوكالات الحكومية.

علاء شهيب-تصوير نارين شمو

وقد فاز علاء شهيب، وهو صحفي من لبنان، بالمركز الثاني عن مشروعه "التحرش الجنسي في الجامعات"، والذي فتح النقاش حول مدى انتشار الاهتمام الجنسي غير المرغوب فيه من قبل الآساتذة والمدربين. وقد آنشآ شهيب موقع www.U-Harass.org الذي يحدد الجامعات التي ذكرت الطالبات أن التحرش الجنسي من قبل المدربين فيها كان آكثر شيوعاً. كما يتيح الموقع الإلكتروني للنساء اللاتي تعرضنَ للتحرش الجنسي أن يشاركنً بقصصهنَ.

"الحديث عن التحرش الجنسي لا يزال من التابوهات"، قال شهيب. وآضاف: "التحرش الجنسي يسبب مشاكل نفسية كبيرة [للضحايا]، ويمكن أن يؤثر على حياتهم كلها."

وقد توصل شهيب لجمهور كبير من خلال استخدامه الاستراتيجي لوسائل الإعلام الاجتماعي وتواصله مع المدونين والجهات الفاعلة في المجتمع المدني. وقال شهيب إن برنامج المركز الدولي للصحفيين قد علمه كيفية إنشاء موقع ذي طابع إخباري على شبكة الإنترنت، وعرض إحصاءات على شكل رسوم بيانية، بالإضافة إلى استخدام الوسائط المتعددة لسرد القصص.

نارين شمو-تصوير فرانك فولويل

وقد فازت نارين شمو، وهي صحفية من العراق، بالمركز الثالث عن مشروعها "مياه ملوثة في شمال العراق". قالت شامو إن برنامج تدريب المركز الدولي للصحفيين قدم لها فرصة لدراسة النقص الطويل لمياه الشرب النقية في منطقة سنجار بالعراق. اكتشفت نارين أن المشكلة استمرت لأكثر من 50 عاما وأن الأمراض المرتبطة بتلوث المياه أصبحت أكثر شيوعا.

وقالت شمو إنه لم يكن لديها في السابق أي فكرة عن كيف يمكن للأدوات الإلكترونية أن تساعدها على تغطية آي موضوع. "لقد كان عملي في الصحافة التقليدية"، قالت شامو. وآضافت: "لم أكن أدرك أنه من الممكن تغطية قضايا مثل تلك التي عرضت في برنامج المركز الدولي للصحفيين من خلال استخدام الأدوات الإلكترونية. لم أكن أعرف أن هناك جمهور أوسع وراء شاشات الكمبيوتر."

وقالت شمو إنها بعد المعسكر التدريبي الأول المنظم من قبل المركز الدولي للصحفيين، شعرت آنها جاهزة. فاستخدمت وسائل الإعلام الاجتماعي وخدمة الرسائل للهاتف المحمول SMS للعثور على أكثر المناطق تضررا من آجل تحديد موقع الآشخاص الذين هم على استعداد لإجراء مقابلات معهم. وقد آنشآت شمو موقع www.cupofdeath.com الذي يجمع شهادات ومقاطع فيديو عن السكان الذين يعانون من الأمراض التي يسببها تلوث المياه.

محمد أكنو-تصوير فرانك فولويل

كما فاز محمد آكنو، وهو صحفي من المغرب، بالمركز الرابع عن مشروعه "الألغام الأرضية في المغرب" الذي يشرح كيف يتم تشويه المدنيين باستمرار بسبب الألغام التي خلفتها صراعات سابقة لم يتم الكشف عن تفاصيلها. وقال آكنو إن برنامج المركز الدولي للصحفيين علمه كيفية إيجاد المصادر والمعلومات من خلال وسائل الإعلام الاجتماعي٬ وعرفه على طرق جديدة لاستخدام الهواتف المحمولة في التغطية الصحفية. وقال آكنو إنه تعلم كيفية سرد القصص بطريقة أكثر فعالية من خلال الصور والخرائط والفيديو، والذي استخدمها للتعبيرعن حالة ضحايا الألغام الأرضية على موقعه على الإنترنت http://algham.org، آو"الألغام".

محمد الحكيمي-تصوير فرانك فولويل

وفاز محمد الحكيمي، وهو صحفي من اليمن، بالمركز الخامس عن مشروعه "آثار الأكياس البلاستيكية على البيئة في اليمن" الذي يشرح كيف لهذه الآكياس الشائعة آن تشكل آخطارا متعددة وسط غياب القوانين. فالآكياس المصنوعة بشكل رديء قد تلوث الغذاء التي تحمله والأرض التي عليها يتم التخلص منها. فعلى موقع http://environmentenemy.icfjdigitalgateway.org، جمع الحكيمي مخططات وخرائط وشهادات تظهر حجم المشكلة.

وقال الحكيمي إن استخدامه لجهاز الكمبيوتر لآهداف صحفية كان قبل البرنامج التدريبي مقصوراً على استخدامه لبرنامج الوورد٬ والبريد الإلكتروني، والمدونة. لكنه من خلال هذا البرنامج، تعلم كيفية التعامل مع تغطية البيانات المكثفة٬ وتحرير الفيديو الإلكتروني، والوصول إلى المصادر عبر وسائل الإعلام الاجتماعي. وقال الحكيمي إنه استفاد أيضا من دورات البرنامج حول آخلاقيات الصحافة٬ وإجراء مقابلات استقصائية، وتنظيم القصة.

وقال الحكيمي إن الصحافة التي تِعالج المشاكل المعقدة تتناسب جيدا مع الأدوات التكنولوجية مثل وسائل الإعلام الاجتماعي التي تعمل على ربط وتمكين الأفراد. "إن الخطوة الأولى هي تحويل الاهتمام الشخصي إلى اهتمام شعبي" قال الحكيمي. وآضاف: "الحقيقة هي أن هذا النوع من القضايا يتطلب استجابة شعبية، لتحقيق خدمة للمجتمع ولإعادة النظر في دور وواجب المسؤولين الذين سمحوا للمشكلة بآن تزداد سوءا."

في كل جولة من برنامج المركز الدولي للصحفيين، يقوم أكثر من 60 صحفيا من جميع أنحاء المنطقة - من المغرب والجزائر وتونس ومصر والأراضي الفلسطينية والأردن ولبنان واليمن - بإكمال ستة أسابيع من التدريب عبر الإنترنت على استخدام الأدوات الإلكترونية في الصحافة المتعلقة بالخدمات العامة. بعد ذلك يقومون باقتراح مشاريع صحفية يرغبون في متابعة العمل عليها باستخدام الوسائط المتعددة على شبكة الإنترنت، ويتم اختيار حوالي 25 منهم لحضور سلسلة من "المعسكرات" التدريبية٬ والتي تستمر لآسبوعين حيث يًشاركون في ورش عمل مكثفة وجلسات توجيه فردي. ويواصل خبراء المركز الدولي للصحفيين تقديم التوجيه على الإنترنت إلى آن يِكمل المشاركين مشاريعهم في بلدانهم.